الأحد، 19 مايو 2024

الجمع بين آيتين ظاھرھما التعارض

قال تعالى في سورة الصافات:{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)

وتفسيرها: أنه لولا أن يونس عليه السلام كان من المسبحين، لسجنه الله في بطن الحوت إلى يوم القيامة.

وقال تعالى في سورة القلم: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَّوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50)}

وتفسيرها: أنه حتى لو كان يونس عليه السلام من المسبحين، فقد يكون هذا سببا في العفو عنه من السجن في بطن الحوت إلى يوم القيامة، ولكن لن يكون سببا في رضى الله عنه، فقد يأمر الله تعالى الحوت بإلقائه وهو مذموم على ما قام به، وقد ينزع الله منه ما أكرمه به من النبوة، وخصَّه به من القربى، فيكون كآحاد الناس، ليس له قدر عند الله تعالى كما كان سابقا، ولكن الله تعالى أنعم عليه مرة أخرى بعد إنعامه عليه بالعفو عنه من السجن في بطن الحوت، بأن اجتباه وقربه ولم ينزع عنه ما أكرمه به من النبوة.

والله أعلم وأحكم.